1 يوليو 2025 | 6 محرّم 1447

رئيس مجلس الإدارة: دعاء رجب
رئيس التحرير: سماح منير

كيف تختلف أسئلة الكمي واللفظي في اختبار القدرات؟

بوابة النائبات

مقدمة - اختبار القدرات وأقسامه الأساسية

يُعد اختبار القدرات من أهم المحطات التعليمية في حياة طلاب الثانوي بالمملكة، فهو المعيار الأساسي لقبولهم في معظم الجامعات السعودية. يركز هذا الاختبار على قياس المهارات العقلية وليس المعلومات النظرية، ويختبر قدرة الطالب على التحليل، الاستنتاج، وحل المشكلات. يتكون من قسمين رئيسيين هما القسم اللفظي والقسم الكمي، ولكل منهما طبيعته الخاصة ومتطلباته المختلفة. كثير من الطلاب يتعاملون مع القسمين بنفس الطريقة، في حين أن الفهم الدقيق للفروق بينهما يُعد أول خطوة في إعداد خطة لتختيم اختبار القدرات وتحقيق أعلى النتائج.

القسم اللفظي - فهم اللغة وتحليل النصوص

يركز القسم اللفظي على قياس المهارات اللغوية والاستيعابية لدى الطالب، ويعتمد بشكل كبير على مدى قدرته على التعامل مع اللغة العربية فهمًا وتحليلًا. أكثر الأسئلة شيوعًا في هذا القسم تتناول فهم المقروء، حيث يُطلب من الطالب قراءة نص طويل وتحليل أفكاره واستيعاب معانيه، ثم الإجابة على مجموعة من الأسئلة المبنية على الفهم الدقيق للنص. كما تتضمن الأسئلة تحديات مثل إكمال الجمل، حيث يتوجب على الطالب اختيار الكلمة الأنسب التي تُكمل الجملة بشكل منطقي، إضافة إلى أسئلة الخطأ السياقي التي تتطلب اكتشاف الكلمات غير المنسجمة مع سياق الجملة.

كذلك، يظهر في هذا القسم نوع من الأسئلة يسمى التناظر اللفظي، وهو اختبار لقدرة الطالب على تحديد العلاقة بين كلمتين ثم اختيار زوج آخر له نفس العلاقة. أما في أسئلة المفردة الشاذة، فعليه تمييز الكلمة التي لا تنتمي إلى مجموعة مترابطة دلاليًا. النجاح في هذا القسم يعتمد على تنمية المهارات اللغوية بشكل يومي من خلال القراءة المكثفة والتدريب المستمر على أنماط الأسئلة، وهو ما توفره منصات تعليمية متخصصة مثل تفوّق، حيث تقدم مكتبة غنية بالأسئلة ونماذج تدريبية تغطي كافة الجوانب اللفظية.

القسم الكمي - مهارات رياضية وتحليل منطقي

في المقابل، يركز إختبار القدرات في القسم الكمي على المهارات الرياضية والمنطقية لدى الطالب، ويهدف إلى قياس قدرته على استخدام العمليات الحسابية في حل المشكلات بسرعة ودقة. يتناول هذا القسم موضوعات متعددة تشمل الجبر والمعادلات، والهندسة الأساسية مثل الزوايا والمثلثات، بالإضافة إلى مسائل النسبة والتناسب التي تتطلب قدرة على التعامل مع الكسور والمعادلات البسيطة. كما يتضمن أسئلة حول التحليل البياني والتمثيل البياني، حيث يُطلب من الطالب تفسير رسوم بيانية واستخلاص نتائج منها، إلى جانب مفاهيم الاحتمالات، والمتوسطات الحسابية، وكذلك القدرة على إجراء حسابات ذهنية سريعة بدون استخدام الآلة الحاسبة.

يتطلب القسم الكمي تدريبًا منتظمًا على أساسيات الرياضيات، بالإضافة إلى تنمية مهارة حل المسائل في وقت زمني محدد. وهنا تظهر أهمية الاختبارات المحاكية، التي تتيح للطالب فرصة التدرّب على نماذج قريبة جدًا من واقع اختبار القدرات. منصة تفوّق على سبيل المثال، توفر خططًا منظمة وتدريبات كمية مخصصة، تساعد الطالب على تحسين مستواه تدريجيًا، وتمنحه الأدوات المناسبة لاجتياز هذا القسم بثقة عالية.

الفروقات الجوهرية بين القسمين - كيف تستعد لكل منهما؟

الفرق الجوهري بين القسمين اللفظي والكمي يتمثل في نوع المهارات المطلوبة وطريقة التفكير. فالقسم اللفظي يعتمد على القدرة اللغوية والتحليل النصي، ويتطلب من الطالب فهم المعاني، وإدراك العلاقات بين الكلمات، واستنتاج المغزى العام من السياق. بينما القسم الكمي يستند إلى التفكير العددي والتحليل الرياضي، ويتطلب فهماً عميقاً للقواعد الحسابية والقدرة على تطبيقها تحت ضغط الوقت.

التحضير لهذين القسمين يجب أن يكون متوازنًا ومدروسًا، فلا يصح التركيز على أحدهما وإهمال الآخر. بعض الطلاب يظنون أن التميز في قسم واحد كافٍ لاجتياز اختبار القدرات، إلا أن توزيع الدرجات متساوٍ تقريبًا بين اللفظي والكمي، وأي ضعف في أحدهما سيؤثر على النتيجة النهائية. لذلك، من المهم أن تتضمن خطة التختيم اليومية وقتًا مخصصًا لكلا القسمين، بحيث يتم التدريب على المهارات اللغوية والرياضية بالتوازي.

الاختبارات المحاكية - خطوة أساسية نحو التفوق

التحضير الفعّال لا يكتمل دون التدرّب المنتظم على اختبارات محاكية تُحاكي ظروف الاختبار الفعلي من حيث الزمن وعدد الأسئلة وتنوعها. هذا النوع من التدريب يساعد الطالب على التعرف على نمط الأسئلة الأكثر شيوعًا في كلا القسمين، ويختبر مدى سرعته في الإجابة مع الحفاظ على الدقة، ويتيح له أيضًا فرصة لاكتشاف أخطائه وتحليلها بدقة. من خلال هذه الاختبارات يستطيع الطالب تحديد نوع الأسئلة التي تُسبب له صعوبة، فيعود لمراجعة المهارة أو القاعدة المرتبطة بها، وهو ما يعزز من تطوره ويجعله أكثر استعدادًا ليوم الاختبار الحقيقي.

تقدم منصة تفوّق اختبارات محاكية متعددة المستويات، مصممة خصيصًا لتناسب قدرات الطالب سواء كان مبتدئًا أو متقدمًا. كما توفّر تحليلاً مفصلاً لكل محاولة، يعرض نقاط القوة والضعف، ويوجه الطالب نحو المواد التي يجب عليه مراجعتها بشكل أعمق. وهذا ما يجعل الاختبارات المحاكية أداة لا غنى عنها ضمن أي خطة لتختيم اختبار القدرات.

خاتمة - ابدأ بخطة متوازنة وارتقِ بنتيجتك

إن إدراك الفروقات بين القسمين اللفظي والكمي هو الخطوة الأولى في طريق النجاح في اختبار القدرات. فكل قسم يمثل تحديًا مختلفًا يتطلب نوعًا خاصًا من المهارات والاستعداد، ولا يمكن التفوق في الاختبار بدون العمل المتوازن على كليهما. من خلال اتباع خطة واضحة لتختيم اختبار القدرات، والتدريب المتكرر على الأسئلة المتنوعة، والاعتماد على اختبارات محاكية عالية الجودة واختبارات تحديد المستوى، يمكن للطالب أن يرفع من مستواه بشكل ملحوظ ويزيد فرصته في الحصول على درجة عالية.

الطريق إلى التميّز يبدأ بفهم شامل، وتحضير جاد، وثقة في النفس تنبع من التدريب. فابدأ اليوم، وكن على يقين أن الجهد الصادق لا يضيع، وأن النجاح في اختبار القدرات أقرب مما تتخيل.